النصف من شعبان وفضلها ودعاؤها وحكم صيامها
محتويات
النصف من شعبان من أهم وأكثر الليالي التي يتساءل الكثيرون عن فضلها، وهي ليلة اليوم الخامسة عشر لشهر شعبان، حيث تبدأ هذه الليلة من المغرب ليوم 14 من شهر شعبان وتكون نهايتها مع أذان الفجر ليوم 15 من شهر شعبان، ويحاول كل مسلم الاستفادة من هذه الليلة وفضلها من خلال الصلاة أو قيام الليل أو قراءة القرآن أو الإكثار من الدعاء، فمن خلال هذا المقال سوف يتم توضيح فضل هذه الليلة وحكم قيام الليل فيها.
النصف من شعبان
تعد النصف من شعبان من الأيام المعروفة لدى المسلمين، وتعتبر هذه الليلة مهمة جدًا في الدين الإسلامي، وذلك بسبب الحدث الذي حدث فيها، وهو تحويل القبلة للبيت الحرام بعد أن كانت القبلة هي بيت المقدس، وذلك في العام الثاني بعد الهجرة، وقد كان المسلمون يصلون قبل تحويل القبلة متجهين إلى المسجد الأقصى لمدة تصل إلى 16 شهر، ولذلك اعتبرها المسلمون ليلة مباركة يحاولون فيها فعل الطاعات من صلاة أو صيام أو قيام الليل أو ذكر الله والدعاء أو قراءة القرآن، وتعرف هذه الليلة بعدد من الأسماء مثل ليلة الدعاء، ليلة الإجابة، ليلة الشفاعة، ليلة البراءة، ليلة القسمة، الليلة المباركة، ليلة الغفران، ليلة العتق من النار.
اقرأ أيضًا:
حكم صلاة النصف من شعبان
- أجاز عدد من علماء الدين تعظيم وتمجيد ليلة نصف شعبان والزيادة في الطاعات بما في ذلك قيام الليل.
- وهناك عدد آخر من علماء الدين قالوا أنه لا يجوز تخصيص هذه الليلة لقيام المسلم بمثل هذه الطاعات.
- وذلك بسبب عدم وجود حديث صحيح يشير إلى ذلك، ولهذا السبب يعتبر البعض أن الصلاة أو الصيام أو الدعاء في هذه الليلة بدعة.
- ولكن إذا قام الشخص في هذه الليلة للصلاة أو قراءة القرآن كأي ليلة أخرى دون التفكير في فضل هذا الوقت أو هذه الليلة.
- ففي هذه الحالة يجوز القيام بالطاعات والعبادات دون حرج في ذلك.
عبادات ليلة النصف من شعبان
لقد كان لدار الإفتاء المصرية رأي مهم جدًا بخصوص ليلة النصف من شعبان، ومن أهم النصائح التي وصى بها فضيلة مفتي الجمهورية ما يلي:
- قال مفتي الديار المصرية أن الأعمال الصالحة والعبادات التي يقبلها الله سبحانه وتعالى من المؤمنين كثيرة ومتعددة.
- وخصوصًا الطاعات التي يتغذى بها القلب ويفعلها من أجل رضا الله عز وجل.
- وفي هذا الصدد أشاد فضيلة مفتي الجمهورية بأهمية القيام بالطاعات في هذه الليلة.
- وذلك من خلال الصلاة على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والاستغفار والدعاء.
- حيث أنها تعتبر ليلة مباركة وفيها الدعاء مستجاب.
- لقد أوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن الأعمال تعرض على الله سبحانه وتعالى في منتصف شهر شعبان.
- ويطلق عليها رفع سنوي، ويوم الإثنين ويوم الخميس من كل أسبوع ويطلق عليها رفع أسبوعي.
اقرأ أيضًا:
الاحتفال بليلة النصف من شعبان
- أكد مفتي الديار أن الاحتفال بهذه الليلة من الأمور الجائزة وقد أشار الشرع إلى جواز إحيائها.
- وأن من الأفضل أن يغتنم المسلم نفحها من خلال قيام الليل والصوم النهار.
- وذلك حتى ينال فضل هذه الليلة والحصول على الثواب.
- وقد كان المسلمون يحتفلون بها منذ زمن بعيد، وأكدت دار الإفتاء المصرية على وجود الكثير من الآراء الفاسدة والتي تشير إلى كونها بدعة ولا أساس لها من الصحة.
- ولكن لا يجب الالتفات لمثل هذه الآراء، حيث أن فضل هذه الليلة مذكور في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة.
- وأقوال الأئمة التي ترفع هذه الليلة لدرجة القوة وأن إحياؤها والاحتفال بها من الدين دون شك بصرف النظر عن كون الحديث موضوع أو ضعيف في فضل ليلة النصف من شعبان.
أقوال السلف في ليلة النصف من شعبان
قد كان للكثير من العلماء والفقهاء رأي في إحياء هذه الليلة، ومن أهم هذه الآراء ما يلي:
- رأي الإمام الفاكهي: حيث أكد ذهاب الرجال والنساء من اهل مكة المكرمة للمسجد في ليلة النصف من شعبان من أجل الصلاة والطواف واحياء هذه الليلة من الليل إلى الصباح بقراءة القرآن كله داخل المسجد الحرام.
- رأي الإمام المباركفوري: أكد ورود عدة أحاديث تؤكد فضل ليلة النصف من شعبان، وأن هذه الأحاديث النبوية الشريفة تعتبر حجة واضحة يمكن الاقتداء بها ولا يمكن التشكيك فيها.
- رأي وهبة الرحيلي: والذي نصح بإحياء عيد الفطر وعيد الأضحى والليالي العشر الأخيرة لشهر رمضان الكريم والليالي العشر من ذو الحجة والنصف من شعبان، وذلك استشهادًا بالأحاديث النبوية الصحيحة، وذلك بالإضافة إلى الاستغفار بالأسحار.
- رأي الإمام الشافعي: حين ذكر في كتاب الأم أن الدعاء يكون مستجاب بخمس ليال وهي ليلة عيد الأضحى وليلة عيد الفطر وليلة الجمعة والليلة الأولى من شهر رجب والنصف من شعبان.
- رأي ابن نجيم: وهو من المذهب الحنفي، حيث أشار في كتابه الشهير “البحر الرائق” إلى إحياء الليالي العشر من شهر رمضان والليالي العشر من شهر ذي الحجة وليلتي عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك والنصف من شعبان، ولكن أشار إلى عدم استحباب الاجتماع في إحياء هذه الليالي ويجب على المسلم أن يصليها منفردًا.
اقرأ أيضًا:
ليلة النصف من شعبان عند الشيعة
- تعتبر ليلة النصف من شعبان من الليالي المهمة عند الشيعة ويطلقون عليها اسم “ليلة القضاء”.
- حيث يقوم الشيعة في ذلك اليوم بالصيام وزيارة ضريح الحسين، ويقومون أيضًا في هذا اليوم بالصلاة نحو الكعبة.
- وتختلف طرق الاحتفال بليلة النصف من شعبان عند العلويين.
- حيث تنقسم إلى برامج توعوية عن طريق ندوات أو محاضرات، أو برامج الدين والعبادات وتوجيه الأعمال الدينية لله عز وجل.
- بالإضافة إلى العادات والتقاليد الخاصة بهذه الليلة المباركة، وذلك بسبب اعتقاد الشيعة بأن هذه الليلة لا يعذب فيها مولود.
- حتى إذا ولد في بلد كافرة فسوف يهديه الله سبحانه وتعالى إلى الدين الإسلامي.
- بالإضافة إلى أن هذه الليلة هي ليلة ميلاد الإمام الثاني عشر، ولذلك يثقون في أهمية هذه الليلة وبركتها.
معلومات عن ليلة النصف من شعبان
- هناك بعض الأيام التي حددها الدين الإسلامي والتي أكد على كونها أيام مباركة، مثل ليلة القدر والليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان الكريم ويوم الجمعة ويوم عرفة والكثير من الأيام الأخرى التي يتضاعف بها الثواب من عند الله سبحانه وتعالى.
- وخاصة للمسلم الذي يقوم بالطاعات والعبادات خالصة لوجه الله عز وجل.
- ومن أهم الأيام أو الليالي التي تم ذكرها في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة هي النصف من شعبان.
- كما ذكر في هذه الأحاديث فضل هذه الليلة المباركة وفضل قيامها وصيامها.
- وقد اختلفت الأقوال بين العلماء بخصوص هذه الليلة، فالبعض أجاز قيامها وهم الفقهاء والعلماء.
- والبعض الآخر أكد عدم جواز الاجتماع عند قيام هذه الليلة داخل المساجد أو في البيوت.
- وأكدوا أن صلاة الجماعة في هذه الليلة تعتبر بدعة لا أساس لها من الصحة ولا تمت للشريعة الإسلامية بأي صلة.
من خلال هذا المقال يكون قد تم التعرف على فضل النصف من شعبان، ولذلك يجب على كل مسلم الإكثار من الاستغفار والدعاء في تلك الليلة بالمغفرة والعفو وصلاح الحال، بالإضافة إلى الصيام يوم 15 من شهر شعبان وقراءة القرآن فيه.