ما حكم صلاة التسابيح، وكيفية أدائها؟
الكثير من المسلمين يتساءلون عن صلاة التسابيح ويرغبون في التعرف على كيفيتها وحكمها وهل هي سنة مستحبة أم أنها صلاة غير صحيحة ولا يجوز للمسلم أداءها، وحكم صلاة التسابيح من الاحكام الشرعية التي حدث فيها الخلاف بين أهل العلم سواء من رآها عبادة حسنة وبين من يراها بدع لا تجوز، ولا شك أن التعرف على الحكم الشرعي للعبادات من الأمور المهمة حتى لا يقع المسلم في المخالفة دون أن يشعر.
ما هي صلاة التسابيح
صلاة التسابيح هي صلاة تختلف في كيفيتها وصورتها عن باقي الصلوات الخمس المفروضة، وهي عبارة عن أربع ركعات يقوم فيها المسلم بأداء الركوع والسجود في كل ركعة مع تلاوة الذكر ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) بعدد معين في كل ركعة ليصبح إجمالي التسبيحات في كل ركعة 75 تسبيحة متفرقة في مواضع القيام والركوع والسجود، وهي صلاة بتشهد واحد فقط وتسليمتين وليس فيها تشهد أوسط.
اقرأ أيضًا:
كيفية أداء صلاة التسابيح
يمكن أداء صلاة التسابيح وذلك كما يلي:
- يبدأ المسلم الصلاة بتكبيرة الإحرام ومن ثم قراءة فاتحة الكتاب وأي سورة يختارها.
- ثم يتبع ذلك بقول التسبيحات الأربع: “سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر” خمس عشرة مرة.
- يركع المسلم ويقول تسبيحات الركوع المعروفة وهي (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات أو أكثر ثم يقول “سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر” عشر مرات.
- يرفع رأسه من الركوع ويقول “سمع الله لمن حمده” قبل أن يعود ويقول التسبيحات الأربع مرة أخرى 10 مرات.
- يهوي المصلي ساجداً ويقول (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات ثم يقول التسبيحات الأربع في السجود عشر مرات.
- يقوم من السجدة الأولى ويقول التسبيحات الأربع مرة أخرى 10 مرات.
- يسجد للسجدة الثانية وبعد تلاوة تسبيحات السجود المعتادة يقول التسبيحات الأربعة عشر مرات.
- يكرر المصلي هذه العملية 4 مرات، في الركعات الأربع، وهو ما يساوي خمس وسبعين تسبيحة في كل ركعة بإجمالي ثلاثمائة تسبيحة في الصلاة كلها.
فضل صلاة التسابيح
ورد فضل صلاة التسابيح في الحديث النبوي عن تلك الصلاة والذي نصه ما يلي:
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: ((يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ أَلاَ أُعْطِيكَ أَلاَ أَمْنَحُكَ أَلاَ أَحْبُوكَ أَلاَ أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَقَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ وَسِرَّهُ وَعَلاَنِيَتَهُ عَشْرُ خِصَالٍ أَنْ تُصَلِّىَ أربع ركعات تَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ قُلْتَ وَأَنْتَ قَائِمٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُ وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَهْوِى سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ في كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ في أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً)).
حكم صلاة التسابيح
اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في حكم صلاة التسابيح، حيث استحسنها الجمهور وأجمعوا على استحبابها. كما قد صرح ابن عابدين بأن حديثها حسن لكثرة طرقه، ويتضح منها ثوابٌ كبير. ومن جانبهم، يؤكد بعض المحققين على عظيم فضلها، وأنه يجب على المسلمين تحريها وأدائها، والتخلي عنها يعد تهاونًا بالدين. ومن يطعن في ندبها يعود ذلك إلى ضعف حديثها. ولكن إذا تمَّ تصحيحها وإثبات حسنها، فإنها تصبح مأمورة بأدائها.
وأوضح الصاوي في حاشيته على أن صلاة التسابيح هي صلاة علمها النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس، كما كان الصالحون يعتمدونها كأوراد طريقهم. وتأتي فضلية هذه الصلاة في أن من فعلها مرة واحدة في حياته يدخل الجنة بغير حساب.
أما الحنابلة فيرون أن صلاة التسابيح غير مشروعة ولا يجوز للمسلم أداءها كون الحديث الوارد فيها حديث ضعيف. ومع ذلك فقد ذهب بعض الحنابلة إلى جوازها واستحباب الصلاة على التي ورد بها الحديث الشريف.
صحح الحديث الوارد في صلاة التسابيح الكثير من أصحاب الحديث مثل الدارقطني، الخطيب البغدادي، وأبو موسى المديني. وكلٌ ألف فيه جزءا، وأبو بكر بن أبي داود، والحاكم ، والسيوطي، والحافظ ابن حجر، والألباني، وغيرهم.
وفي المقال نكون قد تعرفنا على كيفية أداء صلاة التسابيح وفضلها، وحكم تلك الصلاة عظيمة الثواب وأوضحنا اختلاف أهل العلم في مشروعيتها واستحباب القيام بها.