كل ما ترغب بمعرفته عن فشل القلب وأسبابه وأنواعه وعلاجه ونصائح للوقاية
محتويات
فشل القلب أو قصور القلب الاحتقاني هو حالة خطيرة لا يضخ فيها القلب الدم في جميع أنحاء الجسم بكفاءة. يعتمد الجسم على ضخ القلب لتوصيل الدم الغني بالمغذيات والأكسجين إلى كل خلية من خلايا الجسم. عندما لا تتلقى الخلايا التغذية الكافية، عندها لا يتمكن الجسم من أداء مهامة ووظائفه الحيوية بشكل صحيح.
يعتبر قصور القلب حالة خطيرة ويعاني المصاب منها بالتعب وضيق التنفس وصعوبة أداء المهامات اليومية. تابع معنا قراءة هذا المقال لتعرف على فشل القلب وأسبابه وأنواعه وعلاجه.
تعريفات هامة
قبل البدء في توضيح أسباب وأعراض هذه الحالة، يجب أولاً توضيح بعض المصطلحات الطبية التي قد تجدها في هذا المقال.
النوبة القلبية: النوبة القلبية هي تلف عضلة القلب بسبب انسداد الشريان التاجي الذي يمد القلب بالدم. تتعرض عضلة القلب للضرر بسبب عدم وصول الدم إليها وبالتالي لا يصل الأكسجين إليها.
فشل القلب الانقباضي: يشير قصور القلب الانقباضي إلى أن عضلة القلب لا تستطيع ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بشكل صحيح، وتختلف كثيرًا عن النوبة القلبية.
السكتة القلبية: السكتة القلبية هي توقف القلب والدورة الدموية للشخص ولا يوجد نبض.
أسباب فشل القلب
هناك العديد من الأسباب التي تؤدر إلى قصور القلب الانقباضي، مثل:
- مرض الشريان التاجي: تمد الشرايين التاجية عضلة القلب بالدم. في حالة انسدادها أو تضيقها، ينخفض تدفق الدم ولذلك لا يتلقى القلب إمدادات الدم التي يحتاجها.
- النوبة القلبية: يتسبب الانسداد المفاجئ للشرايين التاجية في حدوث ندبات في أنسجة القلب ويقلل من قوة ضخها مما قد تسبب النوبة القلبية.
- اعتلال عضلة القلب غير الإقفاري: يشير إلى ضعف عضلة القلب لأسباب أخرى غير انسداد الشرايين التاجية، مثل، الاضطرابات الوراثية والآثار الجانبية للأدوية والعدوى.
- أمراض الصمامات.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض الكلى.
- اضطرابات القلب الموجودة عند الولادة.
وتشمل عوامل الخطر لفشل القلب الاحتقاني ما يلي:
- البدانة أو السمنة.
- التدخين.
- فقر الدم.
- اضطرابات الغدة الدرقية: فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية.
- الذئبة الحمراء.
- التهاب عضلة القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب: يمكن أن يؤدي تسارع ضربات القلب إلى إضعاف القلب. ويمكن أن يؤدي بطء ضربات القلب إلى تقليل تدفق الدم مما يؤدي إلى فشل القلب.
- الرجفان الأذيني: عدم انتظام ضربات القلب وغالبًا ما تكون سريعة.
- داء ترسب الأصبغة الدموية: يتراكم الحديد في الأنسجة.
- الداء النشواني: يتراكم رواسب من البروتينات غير الطبيعية على واحد أو أكثر من أجهزة الأعضاء.
الأعراض
تشمل الأعراض الشائعة لفشل القلب ما يلي:
- احتقان الرئتين: يتراكم السائل في الرئتين ويسبب ضيقًا في التنفس وخاصةً عندما يكون الشخص مستلقيًا.
- احتباس السوائل: تصل كمية أقل من الدم إلى الكلى مما قد يؤدي إلى احتباس الماء. يمكن أن يتسبب احتباس الماء في تورم الكاحلين والساقين والبطن وزيادة الوزن.
- التعب والدوخة: قد يؤدي انخفاض كمية الدم التي تصل إلى أعضاء الجسم إلى الشعور بالضعف. يمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ أيضًا إلى الدوخة والارتباك.
- نبضات القلب غير المنتظمة والسريعة: قد يضخ القلب بسرعة أكبر لمحاولة مواجهة انخفاض حجم الدم الذي يضخه مع كل انقباض. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر.
إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، يجب عليك استشارة الطبيب على الفور للحصول على تشخيص دقيق ومعرفة سبب هذه الأعراض.
أنواع فشل القلب
هناك عدة أنواع مختلفة من قصور القلب. قد يؤثر على جانب واحد فقط من القلب أو كلا الجانبين. تشمل أنواع قصور القلب الاحتقاني ما يلي:
فشل القلب في الجانب الأيسر
يعد النوع الأكثر شيوعًا لفشل القلب الاحتقاني. يتطور عادةً نتيجة لمرض الشريان التاجي.
الجانب الأيسر من القلب مسؤول عن ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم. في الأشخاص الذين يعانون من قصور في الجانب الأيسر من القلب، يعود الدم إلى الرئتين لأن القلب لا يضخه بشكل فعال، ويعاني المصابون من ضيق التنفس وتراكم السوائل.
قصور الجانب الأيمن من القلب
يضخ الجانب الأيمن من القلب الدم إلى الرئتين حيث يجمع الأكسجين. يتبع فشل القلب الأيمن عادةً فشل القلب في الجانب الأيسر. وقد يحدث أحيانًا قصور الجانب الأيمن من القلب بسبب أمراض الرئة أو ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
فشل القلب ثنائي البطين
إذا كان قصور القلب يؤثر فقط على الجانب المؤكسج من القلب، فإنه يسمى قصور القلب الأيسر. أما إذا أثر على الجانب غير المؤكسج فقط (الذي يضخ الدم إلى الرئتين)، فإنه يسمى قصور القلب الأيمن.
في قصور القلب ثنائي البطين، توجد مشاكل في جانبي القلب. يمكن أن يحدث فشل القلب ثنائي البطينين مع اعتلال عضلة القلب.
فشل القلب الانبساطي
يحدث قصور القلب الانبساطي عندما تكون عضلة القلب أكثر صلابة من الطبيعي ولكن تضخ الدم بشكل طبيعي. بما أن القلب متصلب، فإنه لا يمتلئ بالدم بشكل صحيح لأنه لا يرتاح بشكل طبيعي.
عندما لا يمتلئ القلب بالدم الكافي، يؤدي إلى زيادة الضغط داخل القلب، مما قد يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين.
فشل القلب الانقباضي
يشير إلى عدم قدرة القلب على الضخ بكفاءة بعد الامتلاء بالدم. وغالبًا ما يحدث بسبب ضعف أو تضخم القلب. ويمكن أن يصيب أي من جانبي القلب.
التشخيص
لتشخيص قصور القلب، يقوم الطبيب بالاختبارات التالية:
- تحاليل الدم والبول: للتحقق من الدم ووظائف الكبد والغدة الدرقية والكلى والعلامات التي تشير إلى أمراض القلب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: للتحقق من تضخم القلب أو إذا كان هناك سوائل في الرئتين.
- رسم القلب EKG: لتسجيل النشاط الكهربائي وإيقاعات القلب، والتحقق من الضرر الذي قد يكون حدث للقلب بسبب النوبة القلبية.
- مخطط صدى القلب: فحص بالموجات فوق الصوتية يتحقق من عمل ضخ القلب. يقيس الطبيب النسبة المئوية للدم الذي يخرج من البطين الأيسر للشخص (غرفة الضخ الرئيسية) مع كل نبضة قلب.
قد يقوم الطبيب أيضًا ببعض الفحوصات الإضافية:
- اختبار الإجهاد: لمعرفة كيفية استجابة القلب للإجهاد وتحديد ما إذا كان هناك نقص في الأكسجين بسبب انسداد الشرايين التاجية.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي.
- تصوير الأوعية الدموية: يقوم الطبيب بحقن صبغة في الشرايين التاجية للمساعدة في الكشف عن مرض الشريان التاجي أو الشرايين الضيقة مما قد يؤدي إلى فشل القلب.
العلاج
لا يمكن دائمًا عكس الضرر الذي يمكن أن يتسبب فيه قصور القلب في عملية ضخ القلب. ولكن هناك بعض العلاجات التي تساعد على تخفيف العديد من الأعراض. يركز العلاج أيضًا على علاج أي حالات قد تسبب قصور القلب.
تتضمن بعض العلاجات الشائعة لفشل القلب ما يلي:
الأدوية
هناك العديد من الأدوية المختلفة لعلاج أعراض قصور القلب الاحتقاني، مثل:
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: تعمل هذه الأدوية على تخفيف العبء على القلب عن طريق مساعدة الشرايين على الاسترخاء وخفض ضغط الدم. وتعمل أيضًا على تعزيز أداء القلب.
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين: تقلل حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين من أعراض قصور القلب وتمنع ارتفاع ضغط الدم.، مثل، لوسارتان وفالسارتان.
مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين: تقلل الضغط على القلب للمساعدة في علاج قصور القلب.
مدرات البول: تساعد على تخفيف تورم الكاحلين واحتباس السوائل. تعمل هذه الأدوية أيضًا على تخفيف ضيق التنفس الناتج عن قصور القلب. تزيل مدرات البول الماء والملح من الكلى في البول.
مضادات التخثر: تعمل الأدوية المضادة للتخثر على سيولة الدم، مما يجعل من الصعب على الدم التجلط وتساعد على منع السكتة الدماغية. أكثر مضادات التخثر شيوعًا هو الوارفارين (الهيبارين).
الديجوكسين: يبطئ ضربات القلب لعلاج إيقاع القلب السريع وغير المنتظم ويحسن القوة نبض القلب.
حاصرات البيتا: من أكثر الأدوية استخدامًا بين مرضى قصور القلب.
الأدوية المضادة للصفيحات: تسمى الأدوية التي تمنع الصفائح الدموية من تكوين الجلطات مضادات الصفيحات. الأسبرين دواء مضاد للصفيحات يصف للأشخاص المعرضين بشدة لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو السكتة الدماغية أو النزيف.
- لم تعد الإرشادات الحالية توصي باستخدام الأسبرين على نطاق واسع للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
الجراحة
لا تستجيب كل حالات قصور القلب للعلاج للأدوية. لذلك يلجأ الطبيب إلى الجراحة:
- طعم مجازة الشريان التاجي: يوصي الأطباء عادة بهذا الإجراء لعلاج مرض الشريان التاجي.
- جراحة صمام القلب: لإصلاح الصمام المعيب الذي يؤثر على قدرة ضخ القلب.
- جهاز مساعدة البطين الأيسر القابل للزرع: يمكن أن يساعد الجهاز القلب على ضخ الدم. قد يستخدمه الأطباء للأشخاص الذين ينتظرون عملية الزرع.
- زراعة القلب.
نصائح للحفاظ على صحة القلب
يجب الاهتمام بالحفاظ على صحة القلب لتقليل خطر الإصابة بفشل القلب. لذلك ينصح الأطباء باتباع النصائح التالية:
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على النشاط البدني.
- الحفاظ على الوزن الصحي للجسم.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد.
- تقليل التوتر والضغط النفسي: قد يؤدي الضغط النفسي إلى إجهاد القلب بمرور الوقت.
قصور القلب من أمراض القلب التي تؤثر على العديد من الأشخاص، إذا كنت تعاني من التعب أو الدوار أو الدوخة أو شعرت بأعراض النوبة القلبية، يجب عليك استشارة الطبيب على الفور للحفاظ على صحة القلب، لأنه، ولسوء الحظ، لا يمكن دائمًا عكس الضرر الذي يلحق بالقلب.