تجنب انكماش دماغك وتعرف على أهمية التمارين الرياضية للعقل
محتويات
جميعنا نعلم أن التمارين الرياضية تجعلنا أفضل لكننا قد نجهل السبب وراء ذلك. نحن نفترض أن ذلك يحدث لأننا نقوم بحرق التوتر أو نقوم بتعزيز الأندروفين، ولكن السبب الحقيقي وراء ذلك هو أننا عندما نقوم بالتمارين الرياضية فإن أداء وظائف الدماغ تتحسن، وبرأيي إن فوائد التمارين الرياضية للعقل أفضل من الفوائد التي تحدث للجسم.
بناء العضلات، تكييف القلب والرئتين هي آثار جانبية أساسية.
أسلوب حياتنا الحالي
الهدف الأساسي من التمارين هو بناء وتنشيط الدماغ، في أيامنا هذه فإن التكنولوجيا المتقدمة المحيطة بنا من شاشات وأجهزة محمولة تنسينا أننا ولدنا لنتحرك.
نحن نمضي أغلب الأوقات مستلقين على الأريكة أو جالسين على الكرسي، وقد حذفنا مصطلح الحركة من قاموسنا.
يجب علينا أن نتذكر أننا لم نولد لنعيش هذا النوع من الحياة، أجسادنا لم تركب على هذا الأساس. ففي بداية البشرية كان الإنسان يعيش على الصيد ويقطع حوالي عشرة أميال كحد وسطي في اليوم، فقط ليكون قادراً على أن يتناول طعامه.
منذ آلاف السنين حتى اليوم نجد فرق كبير بين جيناتنا وأسلوب حياتنا، نحن اليوم لم نعد نعتمد على الصيد والالتقاط، بالطبع ليست هذه المشكلة بل تعودنا على أسلوب الحياة الكسول.
تأثير الحركة على الدماغ
في هذه الأيام 65% من البالغين الأميركيين يعانون من السمنة، و10% من السكان لديهم سكري نوع 2، وهو مرض ينشأ عن عدم النشاط وسوء التغذية. نحن نقتل أنفسنا حرفياً، وهي مشكلة حقيقية والشيء المقلق أكثر هو أن عدم النشاط يقتل أدمغتنا كما أنه فيزيائياً يسبب انكماشها، الآن قد تفكر أنه لماذا سينكمش دماغي إن كنت لا أتحرك بشكل كافي؟!
لكن السؤال الذي يجب أن نسأله فعلاً لأنفسنا هو: لماذا نحتاج الدماغ؟ قد تقول إننا
نحتاج الدماغ ليأتينا بالأفكار أو ليقوم بتحليل الأوضاع والحالات المختلفة.
لكن هدف الدماغ الأساسي هو إنجاز الحركات المعقدة، على سبيل المثال الكوالا كان لديه دماغ أكبر من دماغه في الوقت الحالي. لكنه عندما طور جهازه الهضمي ليعتاد على نبات الأوكالبتوس في غذائه، احتاج إلى حركة أقل، وذلك يعني أنه سيكفيه دماغ أصغر، فانكمش دماغ الكوالا.
إن هذه المعلومات مهمة لأن الدماغ ليس عضو ثابت غير قابل للتغير، بل هو قابل للتكيف ويمكن أن يزداد حجمه كأي عضلة أخرى في الجسم أو كما في حالة الكوالا ينقص حجمه.
فوائد التمارين الرياضية للعقل
احزر ما هو أفضل شيء يمكنك فعله لدماغك الآن؟ التمارين الرياضية
على وجه الخصوص التمارين الهوائية (تمارين الأيروبيك) المكثفة، فالذهاب إلى الجيم ورفع الأثقال كل عشر دقائق كما يفعل رافعو الأثقال ليس من المفترض أن يكون له تأثير فعال كممارسة التمارين بطريقة مكثفة.
لكن لتحصل على كل الفوائد يجب أن يزيد معدل نبضات قلبك إلى 80% من معدل النبضات الأعظمي في الدقيقة.
لذا ما هي تماماً فوائد التمارين الرياضية للعقل ، بالإضافة إلى منع دماغك من الانكماش، يمكنك تحسين القدرة على التعلم وامتصاص معلومات جديدة، ويظهر ذلك في أن الطلاب الذين لديهم لياقة أكبر لديهم علامات أعلى.
التمارين أيضاً تقلل الإحباط وتخفف الضغط، كما أنها تمنع الانخفاض المعرفي أو الادراكي ومرض الزهايمر.
فوائد التمارين الرياضية في تحسين المزاج
بالنسبة للنساء تخفف حالات تغير المزاج، لو أن التمارين جاءت على شكل حبة دواء يمكنها أن تشفي كالعقاقير.
التمارين تزيد مستوى إفراز السيروتونين والدوبامين اوهي مرسلات عصبية مهمة تؤثر على الأفكار والعواطف. العقاقير فقط تزيد المرسلات العصبية وتتركك مع العديد من الآثار الجانبية. لكن عندما تتمرن فدماغك لن يزيد فقط من المرسلات العصبية ولكن أيضاً سيقوم بموازنتهم.
إنه ليس أمر سري، أن كل النساء تصاب بتقلبات مزاجية شنيعة عند اقتراب موعد دورتهم، لكنها ليست غلطتهم بقدر ما هي غلطة الهرمونات التي تفقد توازنها.
لكن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في تخفيف العواقب السلبية للتغيرات الهرمونية. ولدى آخرون قد تقوم بتعزيز النتائج الإيجابية لهذه التقلبات. لكن الفائدة الأكبر للتمارين تكمن في التعلم، الآن الجزء الأمامي من دماغك يقوم بإطلاق إشارات حول ما تقوم بقراءته وسماعه، وهذه المعلومات التي سيقوم بامتصاصها، سيكون لديه الكثير من العمل ليقوم به، إن كان هناك توازن كيميائي مناسب وعوامل نمو لربط الخلايا العصبية مع بعضها.
إذا قمت بممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة هذا الصباح، فأنت في وضعية صحيحة ليبقى عقلك بحالة تركيز في هذا المقال ودماغك جاهز ليتذكر أغلب المعلومات فيه.
في دراسة أجريت عام 2007، وجدت أن الناس يتعلمون المفردات والمعاني بنسبة أسرع ب 20% بعد التمارين، بالمقارنة مع سرعتهم عندما يبقون جالسين. وذلك بسبب بروتين يدعى عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ. حيث يقوم هذا البروتين بتغذية خلايا الدماغ وجعلها تنمو. كما نضع السماد للنباتات كي تنمو، فإن هذا البروتين كالسماد للدماغ.
في دراسة أجريت عام 2013 أظهرت أن ممارسة التمارين الرياضية من 20 إلى 40 دقيقة يزيد من إفراز بروتين BDNF في الدم بمقدار 32%.
كيفية وأهمية ممارسة التمارين الهوائية
كما ذكرت سابقاً أن التمارين الرياضية تخفف من الضغط والشعور السيء، لكن حتى إن كنت تعتقد أنك بحالة جيدة لا يزال بإمكانك أن تشعر بحالة أفضل وأن تحصل على المزيد من التحسينات بممارسة التمارين الرياضية، حسناً كيف يمكننا الاستفادة من فوائد القيام التمارين بأقل وقت ممكن.
إن تمارين الأيروبيك المكثفة هي أفضل وسيلة للبدء، كالركض والقفز بالحبل، لتزيد معدل نبضات قلبك إلى 80% من معدل نبضاته الأعظمي، وسيكون أفضل إذا احتوت التمارين على حركات معقدة، أي ليس فقط تحريك قدم تلو الأخرى كالتنس أو الرقص.
الكمية المناسبة من التمارين هي من 20 إلى 40 دقيقة في الصباح، بعض الناس يشعرون بالتأثيرات الإيجابية لذلك طوال اليوم. لكن الغالبية يستمر نشاطهم لمدة ساعتين إلى 4 ساعات بعد التمارين.
لذا يمكنك استبدال هذا الروتين بالقيام بالتمارين 20 دقيقة صبحاً ثم القيام بتمارين لمدة خمس دقائق خلال اليوم وذلك للحصول على فوائد التمارين طوال اليوم.
بالتأكيد فإن مدة 40 دقيقة ليست إجبارية، إن ذلك يختلف حسب أسلوب الحياة وطبيعة الجسم لكن الأهم هو القيام بالتمارين بشكل يومي.
من ناحيتي أؤمن بأهمية فوائد التمارين الرياضية للعقل قبل الجسد وكما يقول المثل الشعبي العقل السليم في الجسم السليم. يجب أن تصبح التمارين جزء أساسي من روتينكم الصباحي يمكن الركض حول المنزل أو القفز بالحبل بالداخل. شاركنا آراءك وملاحظاتك في التعليقات.