لنفترض استطاعتنا السفر إلى الكواكب الأخرى، فهل يمكننا تمضية بعض الوقت فيها؟
الأرض هي الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي الذي يمكننا العيش فيه لفترات طويلة وبأمان دون الحاجة إلى وجود أي نوع من التكنولوجيا المتقدمة. وخلقنا الله عز وجل متكيفون مع بيئة كوكبنا الأصلي. ولكن ماذا عن الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي؟
هل يمكن للبشر العيش عليها باستخدام بعض التكنولوجيا، وكم المدة التي يمكننا البقاء بداخل كل كوكب؟ قد يترواح هذا السؤال على أذهان بعض الأشخاص، ومن خلال هذا المقال سنوضح لك إجابة هذا السؤال.
كوكب عطارد
يدور عطارد حول الشمس على مسافة متوسطة تبلغ 58 مليون كيلومتر. يقع عطارد بالقرب من الشمس، وبالتالي يتعرض لدرجات حرارة عالية في النهار. حيث يبلغ متوسط درجة حرارة سطح عطارد 430 درجة مئوية خلال النهار. ومع عدم وجود جو للاحتفاظ بالحرارة وتنظيمها، تصبح درجات الحرارة في الليل شديدة البرودة. يبلغ متوسط درجات الحرارة في الليل 180 درجة مئوية تحت الصفر.
وبافتراض أنه يمكنك المشي على طول المنطقة بين الليل والنهار حيث تكون درجات الحرارة أكثر استقرارًا، يمكنك البقاء على قيد الحياة لمدة دقيقتين فقط على سطح عطارد. وهذا ليس سيئًا بالنسبة لثاني أكثر الكواكب سخونة في نظامنا الشمسي.
كوكب الزهرة
قد يكون كوكب الزهرة أبعد عن الشمس من عطارد، لكنه أكثر سخونة من كوكب عطارد. ويواجه كوكب الزهرة أعلى درجات حرارة سطحية في النظام الشمسي، وذلك بسبب تكون غلاف كوكب الزهرة من ثاني أكسيد الكربون CO2 ( من الغازات الدفيئة)، ويعمل غاز CO2 على حبس الحرارة القادمة من الشمس وإبقاءها بالقرب من السطح، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة سطح الكوكب أكثر. وقد تؤدي كمية CO2 إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى 475 درجة مئوية.
ويتميز كوكب الزهرة بتساوي درجات الحرارة في النهار والليل، وبالتالي لن يكون هناك مفر من الحرارة الشديدة. كما أن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة أثقل بمقدار 90 مرة من غلاف الأرض. ولذلك لن تستطيع البقاء على الزهرة حتي لنصف ثانية حتى باستخدام التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا:
كوكب المريخ
يتميز المريخ بدرجات حرارة سطحية أكثر برودة. ويبلغ متوسط درجة حرارة سطح المريخ حوالي 60 درجة مئوية تحت الصفر. على الرغم من عدم تمكنا من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة في درجات حرارة شديدة البرودة، إلا أنه يمكنك البقاء على قيد الحياة لفترة أطول من كوكب الزهرة أو عطارد. ولكن، درجة الحرارة ليست العامل الوحيد الذي يواجهنا. فتوجد بعض العوامل الأخرى، مثل: الغلاف الجوي، وعدم وجود ماء. يمكنك البقاء على قيد الحياة على كوكب المريخ لنفس مقدار الوقت الذي يمكنك فيه البقاء على قيد الحياة في الفضاء، عدة دقائق فقط.
وحاليًا تحاول ناسا استكشاف المريخ لإرسال البشر إليه بحلول عام 2030.
كوكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون
تعد كواكب النظام الشمسي الخارجي من الكواكب الغازية، ومن الصعب تحديد المدة التي يمكنك أن تعيش فيها على عمالقة الغاز، حيث لا يمكنك الهبوط على هذه الكواكب لعدم احتوائها على أسطح صلبة.
وإذا حاولت الهبوط على أي من العمالقة الغازية، فإنك ستنزل ببساطة عبر جو لا نهاية له. وسوف تسحبك جاذبية عمالقة الغاز عبر غلافها الجوي بسرعة كبيرة. ومع استمرار الهبوط، سيصبح الغلاف الجوي أكثر كثافة واضطرابًا. ويرتفع الضغط عليك بشكل كبير وستشعر وكأنك تصطدم بالحائط آلاف المرات. وسيسحقك الجو نفسه في هذه الكواكب في أقل من ثانية.
وإن لم يقتلك الضغط ستُقتل من العوامل الأخرى، مثل: درجات الحرارة شديدة البرودة والتي قد تصل إلى -200 درجة مئوية، الأمطار الماسية القاتلة في أروانوس، أو الرياح المميتة والتي تفوق سرعة الصوت في كلاً من زحل ونبتون، الإنبعاثات الغامضة للأشعة السينية. ولكن لا تقلق لن تشعر بهذه العوامل حيث سيقتلك الضغط بأقل من ثانية وقبل أن تشعر بأي شيء.