هل يمكن أن تتساقط الثلوج تحت الماء؟
محتويات
يعد الثلج البحري ظاهرة مثيرة للاهتمام تُرى في المحيط طوال العام. ويسمى بالثلج البحري لأنه يشبه إلى حد كبير تساقط الثلوج على الأرض. لنتعرف على كيف يتكون الثلج.
كيف يتكون الثلج البحري؟
الحيوانات المتحللة
يبدأ الثلج البحري بموت الحيوانات الكبيرة، مثل الحيتان. فعندما يموت الحوت يصعد للسطح نتيجة امتلاء الجسم بالغاز، ولكن بعد أن تتناوله أسماك القرش يعوض الجسم للأسفل ويبدأ في التحلل، مما يكون شظايا صغيرة تشبه الثلج. وليست الحيوانات الكبيرة فقط بل جميع الأنواع والنباتات البحرية.
تكتل حبيبات الثلج معًا
عند مشاهدة الفيديوهات عن الثلج البحري ستجد أنهم غير متساويين في الجحم كما أنهم ملتصقين ببعض. ويرجع ذلك بسبب استخدام العوالق النباتية (نباتات بحرية مجهرية) ضوء الشمس لتكوين الغذاء، ولكن لا يبقى كل المحتوى العضوي الناتج داخل الخلايا. ويخرج جزء منه من النبات ويذوب في المياه المحيطة. ولهذه الجزيئات هياكل خاصة تساعدها على تكوين الجسور عندما تصطدم ببعضها البعض. وينمو حجم هذه الجسيمات المتصادمة، وعندما تصطدم بجزيئات الثلج البحرية الأخرى، فإنها تلتصق بها أيضًا.
اقرأ أيضًا:
- ظاهرة النينيو أكثر الظواهر تهديدًا لكوكب الأرض
- كيفية النجاة من هجوم أسماك القرش، ونصائح لعدم التعرض للهجوم
- العثور على حطام غواصة تيتان وخسارة أفراد طاقمها
أهمية الثلج البحري
يعد الثلج البحري ظاهرة رائعة، لكنه في الواقع يخدم أغراضًا متعددة. إنه جزء مهم من النظم البيئية البحرية بعدة طرق.
طعام للأسماك
تتغذي الأسماك على العوالق. ولكن توجد العوالق بالقرب من سطح المحيط، بينما تعيش معظم الأسماك على عمق أكبر تحت السطح. وتسمى هذه المنطقة القريبة من السطح بالمنطقة الضوئية، وهي المنطقة التي يمكن للضوء الوصول إليها. ومع ذلك، بعد نقطة معينة، لا يوجد ضوء متاح للعوالق، لذلك فهي غير موجودة هناك. مما يجعل الأسماك الصغيرة الموجودة في الأعماق تتغذي على الثلج البحري.
البيئات الدقيقة
عندما يتشكل الثلج البحري، فإنه يحبس الميكروبات الصغيرة مع الكثير من المواد العضوية. وهذا يخلق الظروف المناسبة لتشكيل بيئة دقيقة. وهي عبارة عن مجتمعات كاملة من الميكروبات تؤدي وظائف مختلفة. كل شيء بدءًا من عملية التمثيل الضوئي والتحلل وحتى تدوير المغذيات.
وتلعب هذه البيئات الدقيقة أيضًا دورًا أكبر في النظم البيئية البحرية من خلال جعل المواد العضوية أكثر قابلية للذوبان في الماء، مما يساعد على سهولة النقل داخل الكائنات الحية. كما أنها تقوم بتكسير المركبات العضوية لإطلاق المعادن التي تستخدمها الميكروبات المختلفة.
التلألؤ البيولوجي
هناك العديد من الأشكال المختلفة للحطام البحري تنحصر في الثلج البحري. الدينوفلاجيلات هي واحدة منها. وأكثر ما يميزها هو توهجها باللون الأزرق عند التلامس معها، مثل الشواطئ ذات التلألؤ البيولوجي “ذات الإضاءة الحيوية”. وينتج نفس التأثير في الثلوج البحرية عندما تسقط في أعماق المحيط المظلمة. مما يحمي في الواقع الثلوج البحرية. عندما تأتي العوالق الحيوانية لتتغذي عليها، يندهش من الضوء ويسبح بعيدًا. وهذا يسمح للثلوج البحرية بالوصول إلى أجزاء أعمق من المحيط، مما يوفر التغذية الأساسية لتلك المناطق.
للثلوج البحرية أهمية كبيرة للنظم البيئية البحرية. والشيء المثير للاهتمام هو أن البشر يستخدمونه الآن على الأرض. يستخدم البشر الثلوج البحرية لمزارع الأسماك في أستراليا.